الأربعاء، 23 مارس 2011

قبل شراء اللعبة

يجب ألاّ يكون اختيار نوعية وطبيعة الألعاب أمراً اعتباطياً أو عشوائياً.. بل لا بد أن يتم ذلك على أسس علمية وصحية ونفسية تُجنّب تعرض الطفل لأية مخاطر، كما يجب أن تتناسب اللعبة مع سن الطفل ومستوى تفكيره.
تقول "أم وفاء" وهي أم لطفلة عمرها أربع سنوات، أنها تحرص على شراء أي لعبة تنال إعجاب ابنتها مهما كانت، "وإذا لم تعرف اللعب بها الآن فستكبر وتتعلم". وتخالف "سناء العلي" المختصة بمركز للتعليم المبكر "أم وفاء" بقولها: "هناك دراسة علمية توصلت إلى نتيجة تؤكد أن الألعاب التي تقوم بتحفيز عقول الأطفال من شأنها أن تعزّز وظائف التفكير لديهم طوال العمر. فقد توصل العلماء إلى أن المهارات التي يتعلمها الإنسان في مرحلة مبكرة من حياته ربما أدت إلى تغييرات دائمة في بنية العقل لديه". وأشارت "العلي" إلى أن اختيار لعب الأطفال يجب أن تُراعى فيه شروط كثيرة ترتبط بعمر الطفل، وباللعبة ذاتها، ويجب على الوالدين انتقاء ألعاب أطفالهم بعناية فائقة وتحت إشراف مختص.
وتقدم "نيفين صلاح" -الخبيرة في تربية الأطفال- نصائح يمكن أن يتم اختيار الألعاب حسب السن على أساسها وهي:
- من الولادة حتى الشهر السادس: يُنصح باختيار الألعاب المعلقة فوق سرير الطفل بألوانها وأشكالها المتنوعة؛ لأنها توفر للطفل فرصة ممتازة لتنمية الإدراك الحسي عنده والتنسيق بين الحواس.
- بين الشهر السادس والسنة الأولى: ننصح بتوفير المكعبات الصغيرة الخفيفة، دُمى حيوانات محشوة، أوانٍ مطبخية، ألعاب بلاستيكية خلال الاستحمام، كرة خفيفة، ألعاب بلاستيكية تحدث صوتاً عند إمساكها.
- في السنة الأولى والثانية: تناسب الطفل في هذه المرحلة المكعبات والعلب الفارغة، الدمى الكبيرة، العربات الصغيرة، هاتف للعب، ألعاب تركيبية خشبية أو بلاستيكية.
- من السنة الثالثة حتى الخامسة: ننصح بالألعاب التركيبيّة، التي يمكن فكها ثم تركيبها مرة أخرى، أدوات الرسم والتلوين، درّاجة أو عربة صغيرة بعجلات.
- من سن السادسة: يناسب الطفل القصص ذات الصور الجميلة والملونة، الألعاب الرياضية، ألعاب تركيبية متعددة، سيارات يمكن التحكم بها عن بعد.
ويضيف د. خالد المحمود، أستاذ جامعي متخصص في التربية، شروطاً عامة وفنية، ينبغي أن يأخذها الأهل والمربون بعين الاعتبار عند شراء الألعاب وهي: أن تكون اللعبة ملائمة لخصائص ومحددات نمو الطفل عند مختلف المراحل، وأن تتفق مع ميوله وتساعده على تحقيق حاجاته النفسية، كما يجب أن توفر المتعة له قدر الإمكان؛ لأن المتعة ستقوده للتعلم، وأن تزيد اللعبة من انتمائه لوطنه وهويته وتراثه، وألاّ تعلمه قيماً خاطئة أو عادات مخالفة للدين.
أما الشروط الفنية فيجب أن تكون اللعبة سهلة الحمل للطفل، وغير ثقيلة، وألاّ يكون بها جوانب حادة أو زوايا مدببة حتى لا تجرح الطفل، وأن تكون ثابتة الألوان حتى لا تؤذي الطفل إذا وضعها على فمه، وألاّ تكون ذات شرائط طويلة أو حبال حتى لا تلتف على رقبة الطفل فتؤذيه. كما يجب ألاّ تكون صغيرة جداً حتى لا يبتلعها الطفل، وألاّ تكون قابلة للكسر أو الاشتعال، وألاّ تكون مصنعة من مواد يمكن للطفل أن ينزع جزءاً منها بأسنانه.

الألعاب بين الفائدة والخطورة


لعطلة الإنتصافية، هي العطلة التي يجد فيه الأطفال المتنفس الواسع بعد أشهر من الدراسة كانوا لا يجدون فيها الوقت الكافي ليفرغوا طاقاتهم البريئة في الألعاب المختلفة، فهاهم من اليوم الأول ينتشرون في الحدائق والشوارع وصالات الألعاب، فنحن اليوم نعيش عصراً يوجد فيه من الألعاب ما لا يعد ولا يحصى، الأمر الذي يعجب البعض ويزعج البعض الآخر.
تكبير الصورة
لبيان معلومات أفضل عن هذا الموضوع eSyria مرّ على أحد صالات الألعاب، وهناك التقينا بالسيد "حسن ونوس" الذي تحدث لنا عن الألعاب التي يمارسها الأطفال في صالته فقال: «ألعاب الحاسوب هي الأكثر جذباً للأطفال، كما أنها تزيد من ذكاء الطفل وسرعة بديهته لأنها بحاجة لتركيز ودقة في اللعب، وطبعاً كل طفل بحاجة إلى لعبة تناسب مستوى استخدامه للحاسب لذلك فأنا أحاول أن أوجّه الأطفال على الألعاب التي تناسبهم وأحثهم على الألعاب المفيدة كسباق السيارات، وكرة القدم وتصميم الأزياء، والحد نوعاً ما من الألعاب القتالية العنيفة».

وعن المخاطر والفوائد من اللعب الجماعي قال: «أنا أرى أن هناك فائدة ومتعة من اللعب الجماعي، فالأطفال يحبون تقريب هذه اللعبة إلى الواقع بمنافسة أصدقائهم مثلاً، وبالنسبة للمخاطر فأنا معروف لدى الأطفال بأني أخرج أي طفلٍ مسيء من الصالة، وأصنع مشكلةً إذا قام احد الأطفال بالتفوه بكلمة بذيئة، أو انفعل بطريقة غير سليمة، حتى أن بعض الأهالي صاروا يرسلون أطفالهم إليّ معتبرين أن صالتي مكان آمن، وهناك أهالٍ غير راضين عن هذه الألعاب بشكل عام، فأنا أتعاون معهم لجعل أطفالهم لا يرتادوا هذا المكان».

وكثير من الأطفال أيضاً يبحثون عن المساحات الخالية كالحدائق التي هي معدودة في المدن غير الكبيرة مثل مدينة "سلمية"، حيث يلعبون ألعاباً مختلفاً، كلعبة "المضارب" وهي لعبة تشبه التنس لكنها تلعب بريشة صغيرة خاصة، ولعبة الدحل والتي تعرف في "سلمية" باسم "الكلول" وهي كرات زجاجية ملونة صغيرة الحجم، يتنافس الأطفال على تجميع أكبر عدد
تكبير الصورة
بعض الأطفال
منها من خلال ربحها وخسارتها بعد مباراة تحتاج دقة عالية في التصويب، وقد سجلنا بعض الانطباعات من بعض الأطفال، ومنهم الطفل "ليث الخطيب" ذو الإحدى عشر عاماً والذي تحدث عن أهمية وجود حديقة في كل حي فقال: «أعتقد أن وجود حديقة في حينا هو أمر جميل جداً لأننا نشعر بالأمان من السيارات وغيرها، كما أنني أستطيع إحضار إخوتي الصغار معي لأنهم لن يستطيعوا الابتعاد خارج أسوار الحديقة، لكن المشكلة أن هذه الحديقة مؤلفة مساحة ترابية فيها عدة شجرات فقط، ولا يوجد فيها مقاعد كما أنها تحتوي على خزان كهرباء نخاف الاقتراب منه، والحديقة لا تنار بعد الغروب، أي أنها غير منظمة وبحاجة إلى الاهتمام، ولكن نحمد الله عليها لأن أغلب أصدقائي في المدرسة لا يوجد لديهم مثلها في أحيائهم».

الطفل "رياف الشيخ علي" تحدث عن المتعة التي يجدها في اللعب مع أصدقائه في هذه الحديقة فقال: «أنا ألعب هنا منذ الصغر، وأجد في هذه الألعاب متعة من ناحية التركيز، كما أنها تعرفني على أصدقاء جدد، وأنا لا ألعبها فقط بل ألعب كرة القدم أيضاً في أماكن أخرى لأن المساحة هنا غير كافية».

هناك كثير من الناس يتخوفون من الألعاب مثل "الكلول" لأنها تعتمد على الربح مثل "القمار" هذا ما جاوب عليه الطفل "بشار عبيدو" حين قال: «نحن نلعب فقط لمتعة الربح والخسارة وطبعاً الربح لا يعتمد على الحظ بل على التركيز والدقة، ولا يهمنا كمية الربح لأننا في نهاية العطلة نرميها في القمامة
تكبير الصورة
لعبة الدحل "الكلول"
غالباً، وحتى لو لم نفعل فهي تصبح بدون قيمة».

الطفل "ماهر عيسى" تحدث عن الخيارات العديدة التي يمكن لهم كأطفال أن يلعبوها في العطلة فقال: «أنا أجد الكثير من الخيارات أمامي فيمكننا اللعب في الحديقة، وهناك ألعاب الحاسوب في الصالات وحتى في المنازل، كما يمكن أن أقضي وقتي بالتعلم على تطبيقات الحاسب وإنجاز وظيفة شهرية طلبتها معلمتي، كما هناك الكثير من القصص التي أستطيع قراءتها، وأنا أعتقد أن أي طفل يمكنه أن يقضي وقته بشكل مفيد إذا أراد».

وعن ألعاب الحاسوب بالتحديد فقد تحدث الطفل "أحمد الشيخ علي" فقال: «ألعاب الحاسوب ممتعة جداً، فيها الحركة الجميلة كما أنها بحاجة إلى تركيز ودقة للفوز والنصر».

وعن رأي الأهالي بهذه الخيارات التقينا السيد "غسان الخطيب" وهو أحد الآباء، حيث تحدث عن خطورة بعض الألعاب فقال: «بالنسبة لأطفالي فأنا أشجعهم دائماً على ممارسة الألعاب المفيدة، كالألعاب الرياضية التي تقوي أجسادهم وتفرغ طاقاتهم، كما أنها تكسبهم الكثير من الأصدقاء، وبالنسبة لألعاب الحاسوب فهناك الكثير من الألعاب الخطيرة التي تعتمد على القتل والسرقة وغيرها، وهذا ما جعل الكثير من الأطفال عدوانيين بشكل غير معقول، كما أن بعضهم بدأ يحمل السكاكين، هذه هي الخطورة بحد ذاتها، فأنا أعمل جاهداً على تحديد نوعية الألعاب لأطفالي على جهاز الحاسب، وأتمنى أن يكون هناك رقابة على الألعاب في صالات الألعاب لأنها إن لم تضبط فإننا سنجد أنفسنا في مواجهة مع جيل من "المجرمين" بدون مبالغة وأضع خطين تحت هذه الكلمة».

السيد "إسماعيل
تكبير الصورة
اللعب في صالات الألعاب
أبو قاسم" تحدث في نفس الموضوع فقال: «أنا لا أجد ضيراً من ألعاب الحاسب العنيفة إلى درجة الخطورة الكبيرة، لأننا إذا قمنا بدورنا كأهالي فإننا سنوجه أطفالنا لأن لا يتأثروا بمساوئ هذه الألعاب كما أني أجد أن هذا الجيل لديه الوعي الكافي ليميز بين اللعبة والواقع وهذا ربما يكفي».

في النهاية لا يسعنا القول إلا أن الألعاب كانت في وقت مضى وقتاً يطمئن فيه الأهالي على أطفالهم، لكنها اليوم من أكثر الأوقات التي هي بحاجة لمراقبة وحذر فكما يقال "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

الألعاب تساعد على تنمية الطفل

يتعلم الأطفال عادة من خلال الألعاب واللعب حيث أنهم يحققون فائدة معينة من الألعاب في كافة مراحل نموهم ويؤثر نوع الألعاب المستخدمة علي كيفية تفاعل الأطفال مع مسارهم التعليمي. وليس من السهل اختيار الألعاب الصحيحة للأطفال. وتقوم د. توي بمناقشة ومراجعة القضايا المتعلقة باختيار أفضل الألعاب وكيفية تقديم أفضل الألعاب لكل الاهتمامات والقدرات.


يقام معرض الشرق الأوسط للألعاب 2003 في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 17 الي 19 مايو.. يستضيف المعرض أشهر خبيرة عالمية في الألعاب. وهي الدكتور ستيفان أورباخ. المعروفة باسم دكتور توي نظرا لشهرتها وشعبيتها الواسعة لدي الأولاد وأسرهم في العديد من البلدان في العالم.

يعتبر فهم الاهتمامات المتنوعة والعديدة للأطفال واحدا من أهم التحديات التي تواجه صناعة الألعاب في العالم اليوم. وتتصف الأجيال الجديدة عادة بإتقانهم التقنية وبتعدد ثقافاتهم وتنوع علومهم ونشأتهم في مجتمعات غنية تملك قدرة عالية علي الانفاق.

بخبرتها العريقة التي تبلغ 30 عاما في مجال التعامل المباشر مع الألعاب ومنتجات الأطفال. ألفت دكتور توي ثلاثة كتب عن الألعاب اضافة الي عشرات المقالات عن اللعب والألعاب للعديد من الصحف والمجلات. ويستفيد الكثير من الآباء والمعلمين ومشتريي الألعاب في مختلف انحاء العالم من نصائح دكتور توي في اختيار الألعاب الذين يشترونها حيث أنها تعد خبيرة متخصصة في هذا المجال.

يستضيف معرض الشرق الأوسط للألعاب عرضا خاصا تقوم دكتور توي من خلاله بتعريف وتقييم معني ومفاهيم اللعبة الجيدة. وتستكشف د. توي أيضا عدة طرق لتعريف الألعاب. حيث يتم مناقشة المناهج العديدة المستخدمة لتقييم الألعاب. ويتم تناول المعايير المفهومة بشكل عام. وكذلك أبعاد التقييم. وسيتم ايضا اختبار وتجريب العديد من الألعاب التي تتوافق مع تعريف اللعبة الجيدة حسب مفهوم محصلة اللعب الذي ابتكرته د. توي.

قالت دكتور توي: تعتبر الألعاب جزءا مهما في حياة كل طفل. ومن الرائع ان نقدم للطفل اللعبة المناسبة له. ويمثل اختيار اللعبة المناسبة تحديا. خاصة مع توسع قائمة الخيارات بوجود أكثر من 300 ألف لعبة ومنتج للأطفال.

ومن المهم ان نتذكر بعض النقاط قبل شراء الألعاب لأطفالنا. حيث يجب أن نأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل واحتياجاته ومهاراته واهتماماته الخاصة. وأنني أنصح باختيار الألعاب أو المنتجات التي تنطبق عليها الشروط التالية التي تشمل درجة استفادة الطفل من هذه اللعبة من حيث مساعدته علي تعلم مهارة معينة ودرجة استمتاعه بها والقدرات التي يحتاجها لتحقيق أفضل فائدة منها.

تقول توي. يختار الأهل الألعاب التي توفر توازنا جيدا بين نشاطات الطفل. وأضافت: تولد مجموعة كبيرة من الألعاب للأطفال النشاط والابتكار والتعلم. وفيما تعمل الألعاب المتخصصة في توفير النشاط علي تطوير قدرات التنسيق للطفل وتحسين مهاراته الحركية. من الضروري التأكد من مدي استعداد الطفل للنشاط ودرجة معرفته بقواعد السلامة.

تضيف توي: تعزز ألعاب الابتكار قدرات التعبير عن الذات. حيث يستطيع الطفل ان يرسم صورة بألوان الرسم والألوان المائية. وانصح بأن توضع الصور التي رسمها الطفل علي مرأي من الآخرين ليبدي الناس اعجابهم بأعماله.

ويتعلم الأطفال عادة من خلال الألعاب واللعب حيث أنهم يحققون فائدة معينة من الألعاب في كافة مراحل نموهم ويؤثر نوع الألعاب المستخدمة علي كيفية تفاعل الأطفال مع مسارهم التعليمي. وليس من السهل اختيار الألعاب الصحيحة للأطفال. وتقوم د. توي بمناقشة ومراجعة القضايا المتعلقة باختيار أفضل الألعاب وكيفية تقديم أفضل الألعاب لكل الاهتمامات والقدرات.